من هُوَ الأقوى فِي التنبؤات فِي الوطن العربي عبد المعطي أم سوسن؟

{title}
أخبار الأردن -

 

د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ  

رَغْم أن الراسخ فِي العقيدة الإسلامية ألا أحد يعلم الغيب، وَمَع ذلِكَ، فَهُنَاكَ بَعْض النَّاس يؤمنون أن بَعْض العرافين يمتلكون هَذِهِ القُدْرَة، والدليل عَلَى ذلِكَ، انتشار تنبؤاتهم وتحولها إلى تريندات من خِلال منصات التواصل الاجتماعي. 

 

مَع انتشار الكوارث الطبيعية، مِثْلَمَا حَصَلَ مَع أهلنا فِي الـمَغْرِب أمس، أوْ ما جرى سابقًا مَع أشقائنا فِي سُوريا وتركيا بدأت كثير من التوقعات حَول حُصُول زلازل فِي مناطق أخْرَى، وبدأ بَعْض العرافين، أو مدعي العلم يتحدثون عَن زلازل تحصل هُنا وَهُنَاكَ، وفعليًا، فإن هُنَاكَ مناطق مُعَيَّنَة فِي الكُرَة الأرضية غير مستقرة جيولوجيا ومعرضة لحدوث زلازل، وَيَجِبُ ألا يَلْتَفِت النَّاس لِذَلِكَ الرَّجُل، أوْ تِلْكَ المرأة الَّذِينَ يملؤون فضاء الإنترنت بالتوقعات الفضافضة الَّتِي تفتقد إلى العَنَاصِر الثَلاثَة لأيّ توقع صَحِيح، وَهِيَ: الدقة فِي تَحْدِيد الوَقْت، وَالـمَكَان، والأشْخَاص أوْ الحدث نَفْسه، فَعِنْدَمَا تَقُول إحداهن إن كارثة ستقع فِي بَلَد (س)، فأين تَحْدِيد الـمَكَان؟ فكل مَكَان فِي العالم يتعرض دومًا لِحُصولِ كوارث، وأين الدقة فِي الوَقْت، وأسماء الضحايا؟.
 
كل ما يُقال (خرط كوسا) عَلَى رأي المثل الشَّعْبِيّ العربي، وَقَدْ ساعدت منصات التواصل الاجتماعي، مَع لهفة النَّاس، وفضولها لِمَعْرِفَة الـمُسْتَقْبل إضافة إلى الجوع لِكِتابةِ أوْ قول أي شَيء فِي ظل منصات رقمية توفر لَك الأدوات اللازمة للحكي، والبث، دونَ وُجُود محتوى حقيقي لذلِكَ. 

أتحدى أي متنبئ أن يَقُول لَنَا بدقة حَول أي كارثة ستقع وَيُحَدد لَنَا العَنَاصِر الثَلاثَة، لنقول لَهُ آمين، وهَذَا مُجَرَّد تَحَد، فتصاريف الزمان لا يعلمها الا الله. 

رحم الله من مَاتَ فِي الـمَغْرِب العزيز، واسأل الله أن يقوي عزيمة الباقيين لِلْخُروجِ من هَذِهِ المأساة بأسرع ما يُمْكِنُ.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير